فيروس نيباه الجديد بين الحقيقة و التضليل

⚠️ تحذير ⚠️


انتشر خلال الأيام الماضية أخبار مضلّلة عن ظهور فيروس جديد اسمه فيروس نيباه يهدد بوقوع جائحة جديدة قريبًا !
وهي معلومات غير دقيقة وتحتاج لتوضيح كبير.

في الحقيقة أول حالة إصابة بفيروس نيباه تم تسجيلها كانت في ماليزيا سنة 1998، يعني من أكتر من 20 سنة، وبالتالي فهو فيروس معروف وليس حديث الظهور.
وآخر تفشي لعدد كبير من الإصابات بسببه حصل في جنوب الهند سنة 2019-2018
وإجمالي الإصابات اللي نتجت عنه من وقت ظهوره لحد 2015 هو 600 إصابة حول العالم.

طيب ليه استجد الحديث عنه الآن ؟
أول معلومة مطمئنة إن الكلام عنه مالوش أي علاقة بظهور إصابات أو تفشي جديد في أي مكان في العالم.
وإنما بسبب تقرير نشرته أحد المؤسسات الطبية الخيرية المستقلة في أوروبا، بيحث أصحاب القرار وشركات الأدوية حول العالم إنهم يكثفو جهودهم لإيجاد طرق وقاية وعلاجات فعالة ضد العديد من الفيروسات الخطيرة -من بينها فيروس نيباه- التي قد تهدد بوقوع حالات بأعداد أكبر في المستقبل.
وربما تناقلت وسائل الإعلام التقرير مع عدم توضيح رسالته والهدف منه، مما أدى لفهم خاطيء.

وخلونا نعرف أكثر عن الفيروس علشان نطمن أكتر ..
القصة بدأت سنة 1998 بخفافيش حاملة للفيروس بتقف على الأشجار وتاكل منها بعض الفواكه، الفاكهة تتلوث بالفيروس الموجود في لعاب الخفاش وتقع على الارض جمب مزرعة للخنازير، الخنازير تاكل الفاكهة الملوثة ، يدخل الفيروس لجسمها، تمرض وتموت منها أعداد كبيرة. المزراعين اللي بيخالطوها عن قرب والجزارين القائمين على دبحها وتحضيرها يلقطوا العدوى ويصابو بالمرض، وفقد نصف المصابين حياتهم.

على مدار السنين التالية ظهرت عدة حالات متفرقة في عدة دول جنوب آسيا منها بنجلاديش والهند.
وفي الوقت ده أصبح الفيروس قادر ينتقل من الخفافيش للبشر مباشرة، برضو عن طريق أكل الإنسان لفواكه ملوثة. ونَقَل بعض المصابين العدوى لأفراد أسرهم و للعاملين في القطاع الطبي.

وفي العموم، العدوى ممكن تنتقل بالتعامل عن قرب مع الحيوانات المصابة أو بتناول أغذية ملوثة. ومن إنسان لإنسان من خلال سوايل الجهاز التنفسي ، والدم، والبول.

التشابه بين نيباه و الكورونا :
كلا الفيروسين فجأة قدروا يخرجو من عالم الحيوانات لعالم الإنسان ويصيبوه بالمرض.
كلا الفيروسين قد ينتج عنهم أعراض تنفسية تشبه دور البرد، بالإضافة لإلتهاب رئوي.
كلا الفيروسين كان أول ظهور لهم في آسيا (لكن مش الصين كما أشيع).

الاختلاف بين نيباه و الكورونا :
معظم الحالات المسجلة لانتقال عدوى نيباه بين البشر ، كانت بين أشخاص مخالطين للمريض عن قرب شديد، ولذلك فقدرته على الانتشار تعتبر محدودة بالمقارنة بالفيروس المسبب لكوفيد-19.
والاختلاف الأوضح هو إن فيروس نيباه لازال مالهوش تطعيم ، بينما الفيروس المسبب لكوفيد-19 أصبح له عدة تطعيمات وتعاطاها الملايين حول العالم حتي الآن.

عالمنا مليان فيروسات وميكروبات قد تظهر بعض الطفرات والتغيرات في سلوكها بمرور الوقت، ويتبني على تغيراتها تغيير في خططنا وتحركاتنا إحنا كبشر، ولذلك فدورنا جميعًا الالتفات للمؤسسات الطبية الموثوقة للحصول على المعلومات بخصوص أي مستجدات طبية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *